04/03/2020

ارتياد النادي النسائي في السعودية هدف يقيّده المال

مع فوز الأميرة ريما بنت بندر بترخيص الجمنازيوم وبناء الأندية النسائية في العام 2017، شهد عدد صالات الألعاب الرياضية النسائية ازدهارًا في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. لكن على الرغم من دعوة الأطباء للمرأة السعودية في مناطق عدة في المملكة إلى مزاولة الرياضة، تمنّعت النساء ارتياد الأندية النسائية بسبب التكلفة الباهظة للاشتراكات، لا سيّما أنّ أسعار عضوية الاشتراك متفاوتة بين النادي النسائي ونادي الرجال، بالإضافة إلى اختلاف جودة الخدمات ومحدودية سياساتها بسبب فرضها للقيود.

في الواقع، يصل الاشتراك السنوي للرجل إلى ما يُقارب 4 آلاف ريال، بينما تدفع المرأة أكثر من 6500 ريال سنويًّا مقابل الاشتراك في تلك النوادي، إذ تختلف الأسعار والخدمات بين نادٍ وآخر وتعتمد غالبًا على العلامة التجارية وسمعة الصالة والمدربين أو المدرّبات. وإنّ ما يزيد استياء السيدات ارتفاع تكلفة الاشتراكات مقابل الخدمات المقدّمة التي تفتقر إلى الخبرة والاحترافية، إذ إن بعض النوادي النسائية في المنطقة تهدف إلى تحقيق الأرباح المادّيّة وتجاهل صحة النساء ولياقتهن.

وفي مقارنة بسيطة مع المستوى المعيشي المتوسط للفرد، تجد سيدات المملكة عمومًا الاشتراك في النادي النسائي مكلفًا، وتشتكي من قلة الخدمات والأجهزة في النوادي النسائية، وضيق مساحتها، وغياب اهتمامها برياضة الزومبا، والسباحة، وكرة السلة، وبتمارين اليوغا وغيرها من النشاطات. ينعكس هذا الوضع بصورة جلية في دراسةٌ حديثة للباحثة السعودية وفاء الشجة حول العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في النشاط البدني للمرأة في المملكة، إذ كشفت أنّ 40 % من النساء السعوديات لا يمارسن الرياضة بسبب الأسعار الباهظة لرسوم خدمات النادي.

ولعل أبرز القيود المفروضة على المشتركات جعلهنّ يدفعن رسومًا إضافية للانضمام إلى الفصول التدريبية والكلاسات الرياضية في بعض الأحيان، واقتصار التسجيل على الفرع الذي تم الاشتراك فيه أولاً. فإذا رغبت السيدات استخدام العضوية بحريةٍ في الفروع الأخرى في جميع أنحاء المدينة، سيتوجّب عليها دفع المزيد من المال. ويشكل الأمر فعلاً عقبة أمام أهداف الرؤية الاجتماعية للعام 2030 الرامية إلى زيادة نسبة الأفراد الذين يمارسون الرياضة مرةً واحدةً على الأقل في الأسبوع إلى 40 % من سكان المملكة العربية السعودية.

من جهة، يرجّح البعض أنّ عدد النوادي النسائية المحدود في المملكة أدّى إلى ارتفاع تكلفتها. ومن جهة أخرى، تم منح العديد من التصاريح لفتح المزيد من نوادي اللياقة البدنية النسائية لكن لم تتغيّر الأسعار بشكل ملحوظ. أمّا السبب وراء ذلك، فقد يعود إلى دعم المالكين أو المالكات للأسعار القديمة أو إلى ارتفاع الطلب.

في الختام، نأمل أن تجد السيدات السعوديات ناديًا يناسبهن ويقدم الخدمات المنشودة إليهن بأسعار مقبولة. فإنّ النادي النسائي نيويو على سبيل المثال يقدّم أكثر من 90 حصة تدريب جماعية أسبوعيًّا في الاشتراك العادي، ومن بين الكلاسات الجماعية حصص زومبا وتمارين اليوغا وبادي بامب – أثقال، بالإضافة إلى الحصص الخاصة الصغيرة وجلسات التدريب الشخصي المباشر للفرد، ويوفّر لهنّ أيضًا عضويات مختلفة منها موجّهة إلى الطالبات (كل 3 أشهر بـ 1260 ريالاً) ومنها للشركات وكلها بأسعار منافسة.